لاقت حادثة تعرض فتاة للاعتداء والتعنيف الذي أدى إلى دخولها المستشفى ووفاتها لاحقاً في الرياض تفاعلا واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وسط دعوات للكشف عن الحقيقة ومعاقبة الفاعلين.
فقد شيعت العنود الشمري إلى مثواها الأخير اليوم الأربعاء، وتمت الصلاة عليها في مسجد الراجحي بالرياض حيث كان اليوم قاسياً على شقيقتها إيلاف الشمري التي أكدت مجدداً أن شقيقتها توفيت وفاة طبيعية.
هبوط في الضغط
وعبرت إيلاف عبر "العربية.نت" عن حزنها وألمها لكونها تودع شقيقتها، مؤكدة أن التحقيق من قبل شرطة الرياض سيثبت ذلك ويدحض أي افتراءات اتهم بها والدها وأشقاؤها بالتعدي على شقيقتها.
كما أوضحت أن شقيقتها العنود البالغة من العمر 22 عاماً كانت تدرس في قسم القانون، وخلال هذا العام اعتذرت عن الدراسة نظراً لوضعها الصحي ووجود هبوط مستمر في الضغط وحاجتها للفيتامينات إلا أنها لم تكن تأخذها.
وأشارت إلى أن آخر أيام جمعتها بشقيقتها كانت في أيام عيد الفطر، حيث إن الجميع شعر بأن العنود تعاني من هبوط ومرض دائم، كما أنها لم تشارك في الاحتفالات كعادتها وكانت تردد أنها تريد أن ترى الأسرة.
دخلت في غيبوية
إلى ذلك، وبعد العيد أصيبت العنود بوعكة ونقلت على إثرها إلى المستشفى عن طريق الإسعاف، حيث تلقت إنعاش قلب رئوي لها 3 مرات دون استجابة، وعند وصولها لمستشفى الحرس استجابت، ولكنها دخلت في غيبوبة لمدة 19 يوماً، وكانت الأسرة كلها تعيش ظروفا عصيبة بسبب ما تعرضت له إيلاف من هبوط حاد ووفاة.
وتابعت أن العنود كانت تستعد لحفل زفافها يوم الثامن من شوال، وأن والدها كان يقوم بمساعدتها على إنهاء كافة ترتيبات الزواج.
أما عن سبب اتهام البعض لوالدها وأشقائها بقتل العنود، فأشارت إلى أن شرطة الرياض تقوم بدورها في التحقيق في القضية نظراً لوجود أشخاص اتهموا والدها وأشقاءها بقتل شقيقتها.
التحقيق سيكشف الحقيقة
وأضافت أنه من الطبيعي أن يتم التحقيق في الموضوع إلى حين صدور تقرير الطب الشرعي عن سبب الوفاة، مؤكدة أن كافة التقارير ستصل للشرطة والتي ستؤكد أن الوفاة طبيعية، مبينة أن والدها موقوف مع شقيقيها في انتظار إظهار الحقيقة.
وعن موضوع رفض والدها للزواج بيّنت إيلاف أن العنود كانت راغبة في الزواج، وأن والدها كان يعتبرها صغيرة على هذه المسؤولية، ولكنه في النهاية وافق وتمت الخطبة، وقام زوجها بإحضار جوال هدية لها لكي يتم التواصل معها.
كما تابعت أن شقيقتها كانت تشعر بدنو أجلها وتركت بين طيات ملابسها وصية توصي بها على أخواتها وزوجها وعلى الأسرة وعلى والدتها وكانت تطلب الدعاء والصدقة.
وختمت حديثها أن اليوم شهد دفن العنود في مقبرة النسيم لتعود إلى مثواها الأخير ومعها دعوات الأسرة لها بالرحمة والمغفرة، فالجميع يعيش لحظات الألم لوداعها، وقد كانت الأسرة تنتظر الفرحة الكبيرة بزفافها.
يشار إلى أن قصة العنود شهدت تفاعل نشطاء التواصل الاجتماعي مع وسم #مقتل _العنود_ غازي _ سبهان _الشمري متهمين والدها بقتلها بسبب رفضه للزواج واكتشافها، وهي تتحدث مع الزوج بالجوال حيث عذبت من قبل أشقائها واحتجازها في المنزل لمدة أسبوع وتعذيبها إلى أن توفيت دماغيا، مؤكدين وجود كدمات في جسدها، وأن هذه التهمة كانت سببا في اعتقال والدها وأشقائها.
فيما باشرت شرطة منطقة الرياض التحقيق بحادثة تعرض فتاة للاعتداء والتعنيف، بعدما قبضت على الفاعلين وأحالتهم إلى النيابة العامة.
ar